الكاتب يعقوب مراد افضل كاتب
بلد الاقامة(الدولة)+المدينةالمتواجد بها : Stockholm, Sweden
| موضوع: سوريا اليوم ..بقلم : أماني الشيخ الأربعاء يناير 04, 2012 6:45 pm | |
| سوريا اليوم ..!!.....بقلم : أماني الشيخ في الشهر العاشر يزداد اختلاف السوريين ، يكبر الشرخ بين الأطراف و " الحرب الأهلية الصامتة " كما وصفها أحد الصحفيين تخطو في بعض المناطق نحو الحرب الأهلية الصارخة الطاحنة ، هناك حيث لا يوجد للحب و الإخاء و " التعايش" و الوعي مكان ، بل للحقد و الكره و محسوبيات الدم و "تكسير الرؤوس " . أنا في هذا التقرير لا أتحدث عن تحليلات سياسية كما يدعي المخضرمين سياسياً., أو خبراء تحليل السياسين والاقتصاديين أو حتى المثقفين ، بل أنا أصور حديثاً بسيطاً بين مواطنين عاديين قد أصبح الحديث السياسي أهم جزء في يومياتهم التي يسجلون عنها قصص حرب أو الذين يسقطون مذبوحين و شهداء . وحش الشتاء الأسود يداهم هو أيضاً بعنف فيزيد الوجع السياسي وجعا ، قد تحول حديث المدفأة الحميمي عن قصص العشاق الجميلة إلى حديث عن ابن فلان الذي خطف و صديق فلانة الذي ذبح على الهوية ، لا يهم من هم و لا في أي منطقة يجلسون فما أن تخرج من حلب أو دمشق ( المناطق التي لا تشهد احتداما أمنيا ) حتى يصبح الحديث واحدا من حمص إلى ريف حماة و إدلب و درعا و غيرها من المناطق الساخنة . يجلس الأصدقاء الأربعة حول المدفأة في بيت أحدهم ، يختلفون و يحتدون و يتقاتلون و كأن حديثهم سيغير شيئاً .. أحدهم يتبجح و كأنه هو من وقع البروتوكول و الآخر ينفعل كأن إنفعاله سيحشد الآلاف في الشوارع أو سيصمت من تظاهروا وإجتجوا أصلا ، قد تبنى كل منهم موقفا منذ عشرة أشهر., ومنذ ذلك الحين توقفت عقولهم عن العمل و ثبتت على نص لا يتجاوز العشر جمل يشهروه في وجه أي مخالف للرأي في كل مرة يثار الحديث و هذا يعني أنهم باتوا كالببغاوات يرددون جملهم يوميا منذ بداية الأحداث و حتى الآن . يسأل أحدهم : " شو الأخبار اليوم ؟ " و ما إن تنتهي كلمة " اليوم " في جملة الشاب حتى ينتفض الثلاثة الباقون ملقين بتقاريرهم كمراسلي الأخبار : أحدهم مراسل للدنيا و الآخر للجزيرة . - " لن يتراجع الناس و هذا أكيد حتى لو وصل الرقم الذي يقدمونه إلى مئة ألف شهيد ، المسؤول الوحيد هو النظام ، عصابة كبيرة تحتل البلد ، كل ما حصل سببه النظام ، وصلنا إلى هنا بسبب النظام " قد بدأ حديثه بعصبية و ترتفع درجة الصراخ شيئاً فشيئاً ، يكمل حديثه بعصبية و تنتهي كل جمله بكلمة "نظام" و إذا أمكن له الأمر لعزا العواصف الأخيرة في الفيلبين إلى شر النظام . يقاطعه أحدهم : " من يقدم من ؟ " لا يسمعه أحد و يرد آخر : - " متطرف أنت يا رجل ، المهم أن تسب النظام .. علينا ألا ننسى ما قدمه هذا النظام لهذا البلد ،يجب ألا ننسى الاكتفاء الذاتي الاقتصادي والاستثمارات الضخمة و المشاريع الكبيرة فضلا عن الأمان الذي قدمه " النظام القمعي " .. يقولها ساخرا مشيرا إلى الرجل الأول " يقاطعه نفس الشاب الذي قاطع المتكلم الأول سائلا : " أين عائدات المشاريع ؟ " يجيبه المتحدث الأول : " طبعا في جيوبهم .. نحن لا نعاني من كم الأفواه فقط بل من سرقة واضحة كبيرة في وضح الشمس " يدخل صاحب البيت مع إبريق و أربع فناجين شاي ، و يلقي رأيه مباشرة محاولا تعويض ما فاته من القتال : - " إن المؤامرة كبرى و كونية ، لن تجد أفضل من نظامنا في العالم كله ، حريات ؟ عن أي حريات يتحدثون .. الديمقراطية كذبة و الحكم الإسلامي قادم لا محالة إذا ما سقط النظام ، أنا مع قمع كل أنواع الاحتجاج مسلحا كان أو سلميا ، " بدنا نرجع لحياتنا و نخلص " يقاطعه المقاطع : " هل يقبل الشعب السوري بالحكم الإسلامي ؟ " لا يجيبه أحد .. يتحدث الثلاثة سوية ، يشتمون المراقبين ثم يتحدثون عن تقراريهم المعدة مسبقا و عن مواقفهم المعروفة ، يرتأي المؤيد أنهم يدعمون الثورة المسلحة لا بل يشاركون في التحريض و تهييج الشعوب ، و الآخران لا يعجبهما أيضا لا المراقبين ولا سواهم يحاول المقاطع أن يسأل : " ألا يجب أن يتراجع أحد الأطراف عن العناد ؟ " " ربما علينا أن نبحث أكثر في ما يفعله المراقبون هنا " " من يهرب الأسلحة من حدود لبنان ؟ " في تزاحمهم على الكلام و امتزاج أصواتهم .. وسط الشتام المتطاير بالاتجاهين : الجزيرة و الدنيا ، النظام و مجلس غليون ، الجيش و المسلحين ، يحزن المقاطع و لا يلقى جواب ، قد حاول أن يسأل منذ البداية عن من نصَبوا أنفسهم متحدثين باسم مئة ألف روح إنسانية سمحوا لأنفسهم بتقديمها مدعين أنهم "قياديو ثورة " ، و عن الفساد الذي قد استفحل في أجهزة الحكومة من الموظف الصغير و إلى الجالسين وراء أهم الطاولات و هو من أهم أسباب وصولنا إلى هنا ، قد حاول الشاب أن يفهم أبعاد الخوف من الحكم الإسلامي ، أن يسأل عن الأسلحة لأنها أدوات يقتل بها السوريون بعضهم ، و لكن صوته كصوت غيره ممن يتهم بالحيادية قد ضاع في مواقف ثابتة لأطرف يعتبرون المسألة شخصية ويدافعون عنها كمن يدافع عن نفسه بغريزة تشبه الغابة . حزن أكثر و أكثر عندما غضب أحدهم على أعز أصدقائه لدرجة أنه يستطيع ضربه متذكرا الشاب الجامعي الذي وصل به الحقد الأعمى والغباء إلى إطلاق الرصاص على أصدقائه، ارتدى معطفه و رحل .
| |
|
naemsat.tk المدير العام
بلد الاقامة(الدولة)+المدينةالمتواجد بها : Сирия - Хомс بطاقة الشخصية رمي النرد: 1
| موضوع: رد: سوريا اليوم ..بقلم : أماني الشيخ الخميس يناير 05, 2012 12:51 am | |
| | |
|