naemsat.tk المدير العام
بلد الاقامة(الدولة)+المدينةالمتواجد بها : Сирия - Хомс بطاقة الشخصية رمي النرد: 1
| موضوع: / .. قوة الضعف الانساني ../ بقلم : يعقوب مراد الثلاثاء يناير 17, 2012 9:06 am | |
| / .. قوة الضعف الانساني ../ بقلم : يعقوب مراد
.. لحظات القوة :
هي لحظات الضعف الانساني التي تكمن فيها كل معاني الرغبة في استئناف حياة جديدة..... ..
/يعقوب مراد .
في لحظة ضعف ..وجدت نفسي على حافة الحياة .,ووجدت نفسي متعباً., محطماً., وأنا أشهد بكل حواسي سلسلة من الانكسارات والهزائم., والخيانات والغدر ., وأن جسدي أثقلته غربة الروح ., ولعل أكثر ماألمني هو محاولة من يشعلون النار في وطني ضياع الصور الجميلة العالقة بذاكرتي ببديل لايشبهني..
في لحظة ضعف ..فقدت قدرتي على الصبر ., قدرتي على الحب ., قدرتي على الحياة الوحيدة التي كانت ومازالت تؤكد انسانيتي كانسان أو تلغيها ., ووجدت نفسي أراقب إنهيار القيم والمبادئ التي رافقتني طيلة حياتي ببديل لايشبهني ., وأردت الصراخ إحتجاجا بأعلى صوتي فاكتشفت بأنهم سرقوا صوتي ليستخدموه في شعاراتهم التي باتت تهدد وجودنا الإنساني ..فشعرت بحزن وأنا أسمع وأرى عملية إغتصاب وطن ., وهدر كرامة شعب ., واذلال أمة بشخص قادتها ., وتفشي فتنة طائفية تكاد تقتل تعايشاً استمر الالاف السنين ., وأشتدد حزني وألمي ..ووجدت نفسي لاأقوى على كتابة ماأشعر به .. فلزمت وحدتي لأن الوحدة بالنسبة لي تشكل شهية لمعرفة الأشياء على سجيتها ..
في لحظة ضعف ..كتبت يوم الخميس الفائت : كنت أقول دائما أن للحزن قساوة الألماس ., ولكني الآن أكتشفت للحزن قساوة أن تشعر وترى روحك وهي تخرج من جسدك لتبقى جسدا بلا روح ..هذا هو حزني ..حزني الألماسي ../ . واستسلمت لحزن لذيذ كنت بحاجة له لاحافظ على انسانيتي خوفا من عذاب الألم في مواجهة طعم الحياة ., انما هو ألم التفجر أكون فيها خارج الزمن أتوق فيها للعودة للعودة الى خبز أمي ., ونظرة أمي ., والى وطني عزوتي ., وأصداء ذكرياتي حتى في عز أملي ..
في لحظة ضعف..عدت لأكتب في اليوم التالي ـ الجمعة ـ : الحزن صديقي الحميم الذي رافقني دائما ., وأنا أحبه جدا ..لذا قررت الرحيل بصمت ..لانه لم يعد لدي ماأقوله أو أكتبه بعد سلسلة من الانكسارات والهزائم ., وانتحار الضمير الانساني بكل مايحويه من انسانيتنا المعذبة التي كنا نتمنى أن نعيشها بالمحبة والأمل بفرح يرسم أحلامنا بعفوية لحظة حب صادقة ..ولكن !!؟ هذه كلماتي الاخيرة لكم ..أعذروني ...دمتم بخير ... وقررت أن أبتعد .. وأبتعد لارتاح قليلا
حتما أن ثمة ظروف أقوى مني., وأكبر من استطاعتي هي التي جعلتني أتخذ هذا القرار ولكن ماحدث بعدها لم أك أتوقعه هو حجم الحب الكبير الذي لمسته من خلال الاتصالات والرسائل التي تلقتيها تطالبني بالعدول عن قراري وفي مراجعة لما كتبه الاصدقاء في مختلف الصفحات أسعدني فعلا بأن هناك من يهمه أمري , وينتظر كتاباتي., وذهب بعضهم الى أكثر من ذلك حين هددوا بانهم توقفوا عن المشاركة بأي شي لحين عودتي والبعض الاخر أعطى مهلة والا سيغلق صفحته ..وهذه هي أهم مفاتيح الانسانية التي تشرع لنا بوابة الحب ., والدفء ., والعشرة ., والقفز الفوري من حافة الحياة الى عمقها وجدت نفسي في موقف رائع امتزج فيه فرح الاصدقاء بحزني الصامت ., ولأن ضميري كان ومازال يوصيني كل يوم بالتطهر بالحب لانني مهما سافرت وتغربت ., ومهما كبرت ., فانا كائن من طين ., لاأحترق تماما بل أتفجر كلما اشتد لهيب الحياة ., ولأني هكذا ., ولأن الحب هو مايجمعني مع كل الذين حولي فقد استطعت تبديل لحظات الضعف الى لحظات قوة ..وليس هناك أقوى من قوة الضعف الإنساني ..
قوة الضعف الانساني ..القدرة في ذات الانسان الغير منظورة هي قدرة الانسان ـ ملحمة حزن ـ وشهقة فرح تشبه الموت .,ودواعي الضعف ., وجنون الغرور لدرجة صارت الكثرة من الناس تربط عواطفها, وأحكامها على الاخرين بالحالة النفسية ..!!.,وهكذا اصبحت الملائمة هي الحاجة الضرورية لانسان هذا العصر.,لان نفس الانسان تقبل الملائمة بين الحزن المتجذر, والفرح الطارئ ., ولهذا كان ومازال وجه الانسان غير قلبه ..., وبين القوة والضعف., وبين الغرور والارتطام تبرز وجه الحياة ., ولكن غرور النفس تبقى تتطلع الى تسخير كل ذلك بلا حدود ..
قوة الضعف الانساني ..كما هي قطع الالماس البيضاء موجودة داخل الفحم الاسود في باطن الارض ., كذلك هو الفرح موجود داخل الحزن تماما. لذا يجب على الانسان ان يبذل مجهودا كبيرا ., ويمكن أكبر بكثير من عامل المنجم للوصول للفرح النقي .,الفرح الذي يسكن قلب الحزن ثمين جدا ونادر., وبحاجة للحماية ., لذلك كان ومازال الانسان يصنع مناسبات للافراح ., كمناسبات الاعياد والميلاد والزواج والربيع والحب وغيرها من أجل ادخال الفرح للقلوب التي اصابها اليباس لكثرة ماشربت من مر الكاس في هذه الحياة التي تصدمنا دائما بكل ماهو غريب وغير متوقع ., فترمينا للحزن الذي هو أشد قساوة من الألماس .
ولكن فجأة أيضا تطل لحظات القوة ., لتعزز الضعف الانساني الذي تسرب الى نفوسنا ., وذلك من خلال اتصال صديق ., أو زيارة شخص تشعرنا بأن هناك من اشتاق الينا .., أو كلمة اعجاب أو اطراء من حبيب أو صديق .,فتحرك فينا لحظات الضعف الانساني ., لتتفجر معاني الرغبة فينا وتدفعنا الى إستئناف حياة جديدة ., ولتدفع عذاب الآلم في مواجهة طعم هو مذاق ألم التفجر الفوري من حافة الحياة الى عمقها.,!!؟
وثمة شئ بداخلنا يصرخ بملئ مشاعرنا الدفينة أن نرمي عزلتنا جانبا ونتمسك بالاخرين لاننا كلنا نتشابه بالاحساس بالوحدة ., وبالعزلة وبالحرمان والعجز والظلم ., وكلنا نحتاج لكسر العزلة والعودة للحياة متصالحين مع أنفسنا اولا ., ومع الاخرين ثانيا., والحل يكمن في المحافظة على محبة انسانيتنا لتكون ضمانتنا في تحويل لحظات ضعفنا الى لحظات قوة بفعل انسانيتنا التي نفخر بها .,والتي تميزنا عن باقي المخلوقات .,والتي نحن اليوم بحاجة لها اكثر من اي يوم مضى .
................ بقلم : يعقوب مراد ـ السويد ........ 2011ـ10ـ24 . | |
|