naemsat.tk المدير العام
بلد الاقامة(الدولة)+المدينةالمتواجد بها : Сирия - Хомс بطاقة الشخصية رمي النرد: 1
| موضوع: أنثى الريح ../ بقلم : أ . يعقـوب مراد ـ السويد الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 1:25 am | |
| أنثى الريح ../ بقلم : أ . يعقـوب مراد ـ السويد
أنثى الريح ../ بقلم : أ . يعقـوب مراد ـ السويد كما أن الريح المتمرده تقتلع وتجرف كل مايقف بطريقها .,
كذلك أنثى الريح هي المرأة المتمرده الواثقة من نفسها التي تتجاوز كل العقبات والعادات والتقاليد والصعوبات والمسافات التي تقف في طريق ماتصبوا اليه ./...... يعقوب مراد
ــ أنثـــى الــريــــــــح ...
ذات ليلة كنت وحيدا في الكوخ الجبلي المُطلّ على مدينة فالشوبينغ السويدية
والذي أحبه لأنه يذكرني دائما باطلالة جبل قاسيون على مدينة دمشق ,
وبعد أن وضعت حطباً في المدفأة القديمة لِأُخفّف من شدّة البرد القارص لهذهِ الليلة الممطرة بقوّة ,
استلقيت في فراشي لأنعم بدفء ناعم .,وما كدت أغفى قليلا حين وجدتها أمامي وقد غسلها المطر وكأنها خارجة من البحيرة .,سألتني : حبيبي سهران..!!؟
فنهضت مسرعا الى الحمام ., أحضرت منشفة لتجفف شعرها
وأنا مستغرباً كيف استطاعت الوصولَ إليَّ رغم هذا الطقس الرديء, وشدّة الرياح .
فقالت بأنّها لم تشأ أن تدعني وحدي في هذه الليلة الشاميّة ,
وتبتسمُ ابتسامتها الفسيحة ,شعرها الأسود الغجري المبلل , أسنانها البيضاء المنتظمة ,
رحابة ملامحها جعلتني أفيضُ بأُلفةٍ ومودّة وأحضُنها
وأرفع عن وجهِها الرائع خصلات شعرها الذي أحبه
أتأمّلُ عينيها تلمع ببريق الفرح والحب , أمسح قطرات المطر العالقة على
وجنتيها وأُقبّلُها فتهرب مني لقرب المدفأة فأُحضر كأسين من الفودكا مع الليمون , وأجلسها
في حضني وآخذ الفوطة من يديها, وأبدأ بتجفيف شعرها الذي لطالما تغزّلت به .
وسألتني فجأة : أتُحبني ..!!؟
قلتُ : ألا زلت تسألينني كل يوم إن كنتُ أحبّكِ ؟
وأنتِ تعلمين بأنّي أحبك ..أحبك ..
قالت وهي تعانقني وتُداعب وجهي : فيروز تقول (شايف البحر شو كبير
كبر البحر بحبك)..وأنت أتُحبّني (قد البحر )..!!؟؟
وأضحك , فتضرب صدري بيديها لأني تأخرت بالإجابة , واحتضنتها
وقلت لا!!!! بل أحبّك بوسعِ السماء وقوّة المطر والريح .
وتستغرب , وتنظر في عيني وتقول أنا أنثى الحب ..وأقول : بل من
اليوم أنت أُنثى الريح المتمردة التي لا ترضى إلّا بالحب
فقبلتني وقالت بدلال حوائي : اسقني واعترف لشفتي بأنّكَ تُحبني .
قبّلتُها وكتبتُ بشفتي على شفتيها , هاأنذا أعترف يا حياتي , فسجلي اعترافي
في ذاكرة الأيام :
أنا البرجوازي الصغير عاشق الشام أقرّ وأعترف بأنني كلما ابتعدت عنك
أشعر بأن العالم يصغر ويصغر, وأنّ قلبي بكل أرجائِه , بعشقك , يكبر ويكبر,
فحبّك تجاوز القارات والمحيطات والمسافات والعادات والعقبات
والآهات ليحتويك بكل ما فيك من حنان وجنون ..وعليه أوقّع بقبلة من فمي
مغموسة بدم المعاناة ,وإنّي أُحبك ..........
قالت : هل بدأت تشعر بالدفء وأنا بقربك يا حبيبي ..!! ؟
قلت وأنا أشدُّها لصدري وكأنها قطعة مني : لطالما كنت أقولُ بأنّ دفء
الجمال الحقيقي إنّما ينبعث من إمرأة عاشقة , لهذا أشعردائما بأنّ
جمال عيون الحبيبة يبعثان الدفء في قلب العاشق الملتاع فيمشي فوق الجليد
وتحت المطر فرحاً سعيداً لا يهمّه شيء.
قالت : هاأنت اعترفت بحبك أيُّها الأمير العاشق فماذا تهدي أميرتك التي تقبع
بين يديك ؟
قلت وأنا أتأمّل عينيها وكأنّي أرى الشام كلها : أُهديك كما تُهديني , فما رأيك ..!؟
هزّت برأسها وهي تضحك فشعرتُ بقاسيون يصرخُ طرباً والحميدية ترقص
وصيدنايا تصلّي وباب توما تبتهج والقصّاع والقصور والعبّاسيين
ورائحة الياسمين الدمشقي يفوح من قلب دمشق الى باب شرقي وأبو رمانة والصالحية وحلب والاذقية وطرطوس وحمص وحماه والقامشلي والحسكة ومحرده ومصر ولبنان وتونس والمغرب والعراق و**ي والسويد .,
والكنائس تقرع نواقيسها والجوامع تأذن ., وتنهدتُ .....
قلتُ لها : أهديك أغنيتين من جروح القلب والروح ..
نظرت إليَّ لتمسح من عيني دمعتين لعاشق.,وقالت :
أحبّني كوطن وبحبه يبوح ..
قلت وأنا أتحسس عنقها : صدقتي , من عطشي لبلاد تسكنني بشوق الحنين,
وتغمُرني بدفء السنين , وعبق الياسمين .
قالت : حبّك أغنية قيثارة في صدري ..فماذا أفعل وقد أصبحت قدري ؟
قلت : بالأمس كنّا غرباء,واليوم أصبحنا لبعضنا أوفياء, فمادام قلبك معي
بكل كبرياء وقلبي معك ينعم بصفاء .
وقبل أن أتمّ عبارتي ..وضعتْ يدها على شفتي وأكملت تقول : لا يهمّنا إن
كنتَ أنت بالقطب الشمالي أو إن كنتُ أنا في خط الاستواء .
سكبتُ آخر قطرات الكأس في ثغرها وقبّلتها , ونهضتُ أملئ الكأس من
جديد, وأزيد الحطب في الموقد لتهبّ النار أكثر,
ووضعت أغنية كوكب الشرق أنت عمري وسحبتُها من يديها لترقص معي
رقصة الفرح ونغني أغنية الجرح وليختلط الدمع بالمطر, وليكتب حكاية
لحظة حب صادقة للقدر , نهايتها كبدايتها حبنا هو الوتر, وامتد الليل وخفت النار وغفوت .
أشعة الشمس التي تسللت لداخل الكوخ باكرا أيقظتني , ولكني
استغربت باني لم أجدها بقربي , بحثت عنها داخل الكوخ , وخارجه ولم أراها
هرعت أبحث عنها بجانب البحيرة وبين الأشجار ولكن عبثاً عدت وأنا متأكد
بأنني كنت أحلم .. وبقدر ما حزنت لأنّه كان مجرد حلماً بقدر ما ابتسمت
لأني أحسست بها , شعرت بها, كانت معي
دخلت الحمام لأغسل وجهي , ولكني فوجئت بالمنشفة مبللة,
شممتها فشعرت برائحتها وعطرها وأنفاسها ..ابتسمت
وخرجت وفوجئ المقربون بفرحي..
فعدت أكتب لك : يا حلمي الأوحد , حين رأوا بريقاً يرقص فرحا في عيني .
.سألوني بدهشة : من أين للفرح أن يشرق في عينيك كالشمس ؟
وللبسمة أن تخفق كرايات الأعياد فوق شفتيك ؟؟؟؟
فأجبتهم قائلاً: هو الحلـــم ..الذي أعيشه مع أمل حياتي , مع أنثى الريح
التي أحبها, ولم يعرفوا بعد أنّك حلمي الوحيد , التي أحلم بها وأحبها ......
..يعقوب مراد ـ السويد 2011ـ11ـ7.. | |
|
الكاتب يعقوب مراد افضل كاتب
بلد الاقامة(الدولة)+المدينةالمتواجد بها : Stockholm, Sweden
| موضوع: رد: أنثى الريح ../ بقلم : أ . يعقـوب مراد ـ السويد الأربعاء ديسمبر 21, 2011 1:25 am | |
| | |
|